الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. 36644- {مسند الصديق رضي الله عنه} عن أبي بكر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لسعد: اللهم! سدد سهمه وأجب دعوته وحببه. (كر) وابن النجار. 36645- عن علي قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه إلا سعدا، وإني سمعته يقول له يوم أحد: ارم سعد! فداك أبي وأمي. (ط، ش، حم) والعدني، (حم، خ (أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضل سعد بن أبي وقاص رقم 41/2411. ص)، م، ت، ن، ه) وأبو عوانة، (ع، حب) وابن جرير. 36646- {مسند عمر رضي الله عنه} عن سعيد بن المسيب قال: خرجت جارية لسعد بن أبي وقاص وعليها قميص جديد فكشفها الريح، فشد عليها عمر بالدرة، وجاء سعد ليمنعه فتناوله بالدرة، فذهب سعد يدعو على عمر، فناوله الدرة وقال: اقتص، فعفا عن عمر. (كر). 36647- عن عائشة قالت: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجع إلى جنبي ذات ليلة فقال: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة! فبينما أنا على ذلك إذ سمعنا صوت السلاح فقال: من هذا؟ قال: أنا سعد بن أبي وقاص جئت لأحرسك، فجلس يحرسه ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه. أبو نعيم. 36648- عن علي قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم فدى أحدا غير سعد فإنه قال له: فداك أبي وأمي. (كر). 36649- عن علي قال: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد إلا لسعد، قال له يوم أحد: ارم فداك أبي وأمي! وقال له: ارم أيها الغلام الحزور! ولا أعلم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأحد: أيها الغلام الحزور، غيره. ابن شهاب. قلت: وبقية فضائله ذكر في حرف السين في أسماء الصحابة. أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه 36650- {مسند الصديق رضي الله عنه} عن سهل بن سعد قال قال أبو بكر الصديق لأبي عبيدة لما وجهه إلى الشام: إني أحب أن تعلم كرامتك علي ومنزلتك مني، والذي نفسي بيده! ما على الأرض رجل من المهاجرين ولا غيرهم أعدله بك ولا هذا - يعني عمر - وله من المنزلة عندي إلا دون ما لك. (كر). 36651- عن موسى بن عقبة قال قال أبو بكر الصديق: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي عبيدة: ثلاث كلمات لأن يكون قالهن لي أحب إلي من حمر النعم، قالوا: وما هن يا خليفة رسول الله؟ قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو عبيدة فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره ثم أقبل علينا فقال: إن هنا لكتفين مؤمنتين: وخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتحدث فسكتنا، فظن أنا كنا في شيء كرهنا أن يسمعه فسكت ساعة لا يتكلم ثم قال: ما من أصحابي إلا وقد كنت قائلا فيه لا بد إلا أبا عبيدة، وقدم علينا وفد نجران فقالوا: يا محمد! ابعث لنا من يأخذ لك الحق ويعطيناه، فقال: والذي بعثني بالحق! لأرسلن معكم القوي الأمين، قال أبو بكر: فما تعرضت للإمارة غيرها فرفعت رأسي لا ريه نفسي فقال: قم يا أبا عبيدة! فبعثه معهم. (كر). 36652- {مسند عمر رضي الله عنه} عن شريح بن عبيد وراشد بن سعد وغيرهما قالوا: لما بلغ عمر بن الخطاب سرغ حدث أن بالشام وباء شديدا فقال: بلغني أن شدة الوباء بالشام فقلت: إن أدركني أجلي وأبو عبيدة بن الجراح حي استخلفته، فإن سألني الله: لم استخلفته على أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ قلت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن لكل نبي أمينا وأميني أبو عبيدة بن الجراح، فأنكر القوم ذلك وقالوا: ما بال عليا قريش - يعنون بني فهر؟ ثم قال فإن أدركني أجلي وقد توفي أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل فإن سألني ربي عز وجل: لم استخلفته؟ قلت: سمعت رسولك صلى الله عليه وسلم يقول: إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة. (حم) وابن جرير وهو صحيح ورواه (حل) من طرق عن عمر. 36653- عن عمر قال: ما تعرضت للإمارة وما أحببتها غير أن ناسا من أهل نجران أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكوا إليه عاملهم فقال: لأبعثن عليكم الأمين - وفي لفظ: لأبعثن عليكم رجلا أمينا حق أمين - وفي لفظ: سأبعث عليكم أمينا، فكنت فيمن تطاول رجاء أن يبعثني، فبعث أبا عبيدة وتركني. (ع، ك، كر). 36654- عن ثابت بن الحجاج قال: بلغني أن عمر بن الخطاب قال: لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح لاستخلفته وما شاورت، فإن سئلت عنه قلت: استخلفت أمين الله وأمين رسوله. ابن سعد، (ك). 36655- عن ابن أبي نجيح قال قال عمر بن الخطاب لجلسائه: تمنوا، فتمنوا فقال عمر بن الخطاب: لكني أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة ابن الجراح، قال سفيان فقال له رجل: ما ألوت الإسلام؟ فقال: ذاك الذي أردت. ابن سعد. 36656- عن شهر بن حوشب قال قال عمر بن الخطاب: لو أدركت أبا عبيدة فاستخلفته فسألني عنه ربي لقلت: سمعت نبيك يقول: هو أمين هذه الأمة. ابن سعد. 36657- عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طعن في خاصرة أبي عبيدة وقال: إن ههنا خويصرة مؤمنة. (كر). 36658- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لكل أمة أمين وإن أميننا أبو عبيدة بن الجراح - قال: وطعن في خاصرته وقال: هذه خاصرة مؤمنة. (كر). 36659- عن عمر بن الخطاب قال: جاء قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له: ابعث معنا أمينك ندفع إليه صدقاتنا، فرمى ببصره إلى القوم فجعلت أتشوف ليراني فيدعوني، فتجاوزني ببصره، فلوددت أن الأرض انشقت ودخلت فيها! فدعا أبا عبيدة بن الجراح فقال: هذا أمين هذه الأمة! فبعثه معهم. (كر). 36660- عن حذيفة بن اليمان قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أسقفا نجران العاقب والسيد فقالا: ابعث معنا رجلا أمينا حق أمين، فقال: لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين، فاستشرف لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قم يا أبا عبيدة بن الجراح؟ فأرسله معهم. (ش). 36661- عن حذيفة قال: جاء أهل نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث لنا رجلا أمينا، فقال: لأبعثن إليكم أمينا حق أمين أمينا حق أمين أمينا حق أمين - قالها ثلاث مرات، فاستشرف الناس لها، فبعث أبا عبيدة بن الجراح. (حم) والروياني، (ع) وأبو نعيم، (كر). 36662- عن أبي عبيدة بن الجراح أن رجلا دخل عليه فوجده يبكي فقال له: ما يبكيك يا أبا عبيدة؟ قال: يبكيني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرنا يوما ما يفتح الله على المسلمين ويفيء عليهم حتى ذكر الشام فقال: إن ينسأ الله في أجلك يا أبا عبيدة فحسبك من الخدم ثلاثة: خادم يخدمك وخادم يسافر معك وخادم يخدم أهلك ويرد عليهم، وحسبك من الدواب ثلاثة: دابة لرجلك ودابة لثقلك ودابة لغلامك، ثم هذا أنا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا وأنظر إلى مربطي قد امتلأ خيلا ودواب فكيف ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا وقد عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أحبكم إلي وأقربكم مني من لقيني على مثل الحال التي فارقني عليها. (كر). 36663- {أيضا} عن قتادة قال قال أبو عبيدة بن الجراح: لوددت أني كبش يذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويحسون مرقي! قال: وقال عمران بن حصين: لوددت أني كنت رمادا على أكمة تسفيني الريح في يوم عاصف. (كر). 36664- {أيضا} عن عروة بن الزبير أن وجع عمواس كان معافى منه أبو عبيدة بن الجراح ثم أهله، فقال: اللهم! نصيبك في آل أبي عبيدة، فخرجت بأبي عبيدة في خنصره بثرة فجعل ينظر إليها فقيل: إنها ليست بشيء، فقال: إني أرجو أن يبارك الله فيها إذا بارك في القليل كان كثيرا. (كر). 36665- {أيضا} عن الحارث بن عميرة الحارثي أن معاذ بن جبل أرسله إلى أبي عبيدة بن الجراح يسأله كيف هو وقد طعن فأراه أبو عبيدة طعنة خرجت في كفه، فتكاثر شأنها في نفس الحارث وفرق منها حين رآها، فأقسم أبو عبيدة بالله ما يحب أن له مكانها حمر النعم. (كر). 36666- {أيضا} عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال: لما طعن أبو عبيدة بن الجراح بالأردن - وبها قبره - دعا من حضره من المسلمين فقال: إني موصيكم بوصية إن قبلتموها لن تزالوا بخير! أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا شهر رمضان وتصدقوا وحجوا واعتمروا وتواصوا، وانصحوا لأمرائكم ولا تغشوهم، ولا تلهكم الدنيا فإن امرءا لو عمر ألف حول ما كان له بد من أن يصير إلى مصرعي هذا الذي ترون، إن الله كتب الموت على بني آدم فهم ميتون، وأكيسهم أطوعهم لربه، وأعملهم ليوم معاده - والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ يا معاذ بن جبل! صل بالناس. ومات، فقام معاذ في الناس! فقال: أيها الناس! توبوا إلى الله من ذنوبكم توبة نصوحا، فإن عبدا لا يلقى الله تائبا من ذنبه إلا كان حقا على الله أن يغفر له إلا من كان عليه دين فإن العبد مرتهن بدينه، ومن أصبح منكم مهاجرا أخاه فليلقه فليصافحه، ولا ينبغي لمسلم أن يهجر أخاه أكثر من ثلاث، فهو الذنب العظيم. (كر). عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه 36667- (مسند عثمان رضي الله عنه) عن ابن المسيب قال قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: وددنا لو أن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف تبايعا حتى ننظر أيهما أعظم جدا في التجارة، فاشترى عبد الرحمن من عثمان فرسا بأرض أخرى بأربعين ألف درهم إن أدركتها الصفقة وهي سالمة، ثم أجاز قليلا فرجع فقال: أزيدك ستة آلاف إن وجدها رسولي سالمة، قال: نعم فوجدها رسول عبد الرحمن قد هلكت وخرج منها بالشرط الآخر. (عب، ق). 36668- (أيضا) عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: كنا نسير مع عثمان بن عفان في طريق مكة فرأى عبد الرحمن بن عوف فقال عثمان: ما يستطيع أحد أن يعتد على هذا الشيخ فضلا في الهجرتين جميعا - يعني هجرته إلى الحبشة وهجرته إلى المدينة. (كر). 36669- (مسند علي رضي الله عنه) عن إبراهيم بن قارظ قال سمعت عليا يقول حين مات عبد الرحمن بن عوف: أدركت صفوها وسبقت رفقها. (ك). 36670- عن الحارث بن الصمة الأنصاري قال: سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو في الشعب هل رأيت عبد الرحمن بن عوف؟ قلت: نعم يا رسول الله! رأيته إلى حر الجبل وعليه عكر من المشركين فهويت إليه لأمنعه فرأيتك فعدلت إليك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما! إن الملائكة تقاتل معه، فرجعت إلى عبد الرحمن فأجده بين نفر سبعة صرعى فقلت له، ظفرت يمينك أكل هؤلاء قتلت؟ قال: أما هذا الأرطأة بن عبد شرحبيل وهذان فأنا قتلتهما، وأما هؤلاء فقتلهم من لم أره، قلت: صدق الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم. ابن منده، (طب)، وأبو نعيم. 36671- عن عمرو بن وهب الثقفي قال: كنا عند المغيرة بن شعبة فقيل له: هل أم أحد من هذه الأمة النبي صلى الله عليه وسلم غير أبي بكر؟ فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما كان في وجه السحر ضرب عنق راحلتي فظننت أن له حاجة فعدلت معه، فانطلقنا حتى برزنا عن الناس، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فتغيب عني حتى ما أراه، فمكث مليا ثم جاء فقال: حاجتك يا مغيرة؟ فقلت: ما لي حاجة، فقال: هل معك ماء؟ قلت: نعم، فقمت إلى قربة - أو قال: سطيحة - معلقة في مؤخرة الرحل فأتيته بها فصببت عليه، فغسل يديه وأحسن غسلهما - وأشك أن قال: أدلكهما بالتراب أم لا ثم غسل، ثم ذهب يحسر عن ساعديه وعليه جبة شامية ضيقة الكمين فضاقت فأخرج يديه من تحتهما إخراجا فغسل وجهه ويديه - فذكر في الحديث غسل الوجه مرتين - لا أدري أهكذا أم لا - فمسح رأسه ومسح العمامة ومسح على الخفين، ثم ركبنا فأدركنا الناس وقد أقيمت الصلاة، فتقدمهم عبد الرحمن بن عوف وقد صلى بهم ركعة وهو في الثانية، فأخذت أوذنه فنهاني وصلينا الركعة التي أدركنا ثم قضينا الذي سبقنا. (ص). 36672- عن المغيرة أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأتاه بوضوء فتوضأ ومسح على الخفين، ثم لحق بالناس فإذا عبد الرحمن بن عوف يصلي بهم، فلما رآه عبد الرحمن هم أن يرجع فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك! فصلينا خلفه ما أدركنا وقضينا ما فاتنا. (ض). 36673- عن عبد الله بن دينار الأسلمي عن أبيه قال: كان عبد الرحمن بن عوف ممن يفتي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان بما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم. (كر). 36674- عن سلمة بن الأكوع قال: لما قدم خالد بن الوليد على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما صنع ببني جذيمة ما صنع عاب عبد الرحمن بن عوف على خالد ما صنع، قال: يا خالد! أخذت بأمر الجاهلية قتلتهم بعمك الفاكه قاتلك الله! وأعانه عمر بن الخطاب على خالد، فقال خالد: أخذتهم بقتل أبيك، فقال عبد الرحمن: كذبت والله لقد قتلت قاتل أبي بيدي وأشهدت على قتله عثمان بن عفان، ثم التفت إلي عثمان فقال: أنشدك الله هل علمت أني قتلت قاتل أبي؟ فقال عثمان: اللهم! نعم، ثم قال عبد الرحمن: ويحك يا خالد! ولو لم أقتل قاتل أبي كنت تقتل قوما من المسلمين بأبي في الجاهلية؟ قال خالد: ومن أخبرك أنهم أسلموا؟ فقال: أهل السرية كلهم يخبرون أنك قد وجدتهم قد بنوا المساجد وأقروا بالإسلام ثم حملتهم على السيف! قال: جاءني أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أغير عليهم، فأغرت بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الرحمن: كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وغالظ عبد الرحمن، وأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خالد وغضب عليه، وبلغه ما صنع بعبد الرحمن فقال: يا خالد! ذروا لي أصحابي، متى ينك أنف المرء ينكأ المرء، ولو كان أحد ذهبا تنفقه قيراطا قيراطا في سبيل الله لم تدرك غدوة أو روحة من غدوات أو روحات عبد الرحمن. الواقدي، (كر). 36675- عن أبي هريرة قال: كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد بعض ما يكون بين الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوا لي أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يدرك - وفي لفظ: لم يبلغ - مد أحدهم ولا نصيفهم. (كر). 36676- عن أنس قال: بينا عائشة في بيتها إذ سمعت صوتا رجت منه المدينة فقالت: ما هذا؟ فقالوا: عير قدمت لعبد الرحمن بن عوف من الشام وكانت سبعمائة فقالت عائشة: أما! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا (حبوا: الحبو: أن يمشي على يديه وركبتيه، أو استه. النهاية 1/331. ب)، فبلغ ذلك عبد الرحمن فأتاها فسألها عما بلغه فحثثته، قال: فإني أشهدك أنها بأحمالها وأقتابها وأحلاسها في سبيل الله. (حم) وأبو نعيم. 36677- عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مجمع بن حارثة أن عمر قال لأم كلثوم بنت عقبة امرأة عبد الرحمن بن عوف: أقال لك النبي صلى الله عليه وسلم: انكحى سيد المسلمين عبد الرحمن بن عوف؟ قالت: نعم. ابن منده، (كر). 36678- عن الزهري قال: تصدق عبد الرحمن بن عوف بشطر ماله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألفا، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله، ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله وكانت عامة ماله من التجارة. أبو نعيم. 36679- عن الزهري قال: تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألفا، ثم تصدق بأربعين ألفا دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله، ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله وكان عامة ماله من التجارة. (كر). 36680- {مسند علي رضي الله عنه} عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال: سمعت علي بن أبي طالب يوم مات عبد الرحمن بن عوف يقول: اذهب ابن عوف! فقد أدركت صفوها وسبقت رنقها (رنقها: وفي حديث الحسن (وسئل: أينفخ الرجل في الماء؟ فقال: إن كان من رنق فلا بأس) أي من كدر. يقال: ماء رنق بالسكون، وهو بالتحريك المصدر. النهاية 2/270. ب). إبراهيم بن سعد في نسخته. 36681- {مسند ابن عوف} عن عروة قال: شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني زهرة عبد الرحمن بن عوف. أبو نعيم. 36682- عن عبد الرحمن بن عوف قال: كان اسمي (عبد عمرو) فتسميت حين أسلمت (عبد الرحمن). أبو نعيم. 36683- عن عبد الرحمن بن عوف قال: كان اسمي (عبد عمرو) فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم (عبد الرحمن). أبو نعيم، (كر). 36684- {أيضا} عن ابن سيرين أن عبد الرحمن كان اسمه في الجاهلية (عبد الكعبة) فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم (عبد الرحمن). أبو نعيم، (كر) وهو مرسل صحيح الإسناد. 36685- {مسند سعد بن عبد العزيز قال: كان اسم عبد الرحمن بن عوف (عبد عمرو) فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم (عبد الرحمن). (كر). 36686- {أيضا} عن إبراهيم بن سعد قال: بلغني أن عبد الرحمن بن عوف جرح يوم أحد إحدى وعشرين جراحة، وجرح في رجله فكان يعرج منها. أبو نعيم، (كر). 36687- {أيضا} عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال: كان عبد الرحمن بن عوف لا يغير رأسه ولا لحيته. أبو نعيم. 36688- {أيضا} عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه أن عبد الرحمن بن عوف كان يقال له (حواري النبي) صلى الله عليه وسلم. أبو نعيم، (كر). 36689- (أيضا) عن إبراهيم بن عبد الرحمن قال: أغمي على عبد الرحمن بن عوف ثم أفاق فقال: إنه أتاني ملكان فظان غليظان فقالا لي: انطلق بنا نحاكمك إلى العزيز الأمين، فلقيهما ملك فقال لهما: أين تذهبان به؟ فقالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين، قال: خليا عنه! فإنه ممن سبقت له السعادة وهو في بطن أمه. أبو نعيم، (كر). 36690- عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال سمعت أبي يقول: سافرت إلى اليمن قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة فنزلت على عسكلان بن عواكر الحميري وكان شيخا كبيرا قد أنسئ له في العمر حتى كاد كالفرخ، وكنت لا أزال إذا قدمت اليمن أنزل عليه فيسائلني عن مكة ويقول: هل ظهر فيكم رجل له نبا (نبا: النبأ مهموز: الخبر، والجمع أنباء مثل سبب. وأسباب المصباح المنير 2/811. ب) له ذكر؟ هل خالف أحد منكم عليكم في دينكم؟ فأقول: لا، حتى قدمت القدمة التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: ألا أبشرك ببشارة وهي خير لك من التجارة؟ قلت: بلى، قال: إن الله بعث في الشهر الأول من قومك نبيا ارتضاه صفيا، وأنزل عليه كتابا وجعل له ثوابا، ينهى عن الأصنام ويدعو إلى الإسلام، يأمر بالحق ويفعله وينهى عن الباطل ويبطله، هو من بني هاشم وأنتم أخواله يا عبد الرحمن! أخف الوقعة وعجل الرجعة، ثم امض ووازره وصدقه واحمل إليه هذه الأبيات: أشهد بالله ذي المعالي*.* وفالق الليل والصباح إنك في السرو من قريش*.* يا ابن المفدى من الذباح أرسلت تدعو إلى يقين*.* ترشد للحق والفلاح هد كرور السنين ركني*.* عن بكر السير والرواح فصرت حلسا لأرض بيتي*.* قد قص من قوتي جناحي إذا نأى بالديار بعد*.* فإنت حرزي ومستراحي أشهد بالله رب موسى*.* أنك أرسلت بالنطاح فكن شفيعي إلى مليك*.* يدعو البرايا إلى الفلاح (السرو: ومنه حديث أم زرع (فنكحت بعده سريا) أي نفيسا شريفا. وقيل: سخيا ذا مروءة، والجمع سراة بالفتح على غير قياس، وقد تضم السين، والاسم منه السرو. ومنه حديث عمر (أنه مر بالنخع فقال: أرى السرو فيكم مربعا) أي أرى الشرف فيكم متمكنا. وفي حديثه الآخر (لئن بقيت إلى قابل ليأتين الراعي بسرو حمير حقه لم يعرف جبينه فيه (السرو: ما انحدر من الجبل وارتفع عن الوادي في الأصل. النهاية 2/363. ب). قال عبد الرحمن: فحفظت الأبيات ورجعت فقدمت مكة فلقيت أبا بكر فأخبرته الخبر، فقال: هذا محمد بن عبد الله قد بعثه الله رسولا إلى خلقه فأته، فأتيته وهو في بيت خديجة فأستأذنت عليه، فلما رآني ضحك فقال: أرى وجها خليقا أرجو له خيرا، ما وراءك يا أبا محمد؟ قلت: وما ذاك يا محمد؟ قال: حملت إلي وديعة أو أرسلك إلي مرسل برسالته فهاتها، أما! إن أبناء حمير من خواص المؤمنين، قال عبد الرحمن: فأسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأنشدته شعره وأخبرته بقوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رب مؤمن لي ولم يرني ومصدق بي وما شهدني، أولئك إخواني حقا. (كر).
|